الحلم
فوق الرخام الصقيل
كانت نهاية
كانت دماءٌ و أخبروني:
لكلّ شئ مصير
قد استدرجو للموت حلماً
لم يُقدَّر أن يصير
و الموت و الرخام
توأمان
إذ ينسدل ستار الموت
فوق الضحايا
معلناً لزمن الرخام البداية
من وراء شمسٍ قديمة
جاء ساكباً دمه
في يديّ
كيف أوقدت حمرته الشمس
اشتعالاً و لهيبا..!
كيف بعثرت حدود المسافات
قريباً بعيدا..
كيف جمّدت الزمن السرمديّ
فوق الثواني شهيدا...
وبينما ألقى بقلبه فوق نيران
محرقة عتيقة
كيف ضحك ساخراً
قبل أن يتلاشى بعيداً..
قبل حتّى النهاية!
أذكر موكب الزمن
عندما
إلى الخلف استدار
كبّل كلماته بالصمت
و جمّده
في انتظار
و كدت أنساه لولا
فاجئني
من بين السطور
ندب فوق الورق وقتاً مضاعاً
و اختفى
ذاك الحضور
لا أعلم إن كان حقيقة أم خيالاً
في رواية...
أتعلمون لماذا دفن وجهه في ثوبه
القرمزي
عندما صافح الدم الرخام
و الفولاذ-
و وقف الموت ينتظر النهاية؟
عندما اختلّ نظام الآلهة و الكون-
و سلب الدم العدالة اللون؟
لن أقول الآن ما قاله لي
لأن البشر يقضون بالموت
على الاحلام الجميلة
يتركونها ممزّقة
مشوّهة
محترقة
أو قتيلة..!
فلماذا يهمّ أحداً ما سأقول؟
لماذا يهمّ أحداُ حلم قضي عليه
بالأفول؟
و لماذا يهمّ إذا ما أخفى وجهه
أو ضحك ساخراً
أو صرَخ ألماً؟
ما داموا لا يفهمون الأحلام النبيلة
إلا إذا كانت قتيلة
مجرّد حكاية-
ربما لم يحدث شئ
ربما كانت رواية
إذ رأيت –ربّما في منامي-
ألوان الطيف تسيل
لم يكن ثمّة نور إنما
روح تحتضر
و حلم قتيل
لصعودها شقّوا طرقاً كثيرة
و خرجت
لم يطلق صرخة واحدة-
كيف؟
كيف يسمعها العالم
و ليس لها لسان لتحكي
قد أخفى وجهه تحت الثوب القرمزي
لأنه كان يبكي!
ما من حلم..
ما من حلم يا مهما تكونوا
ينتهي كالبداية.
غاب الإحساس بكلّ شئ...
تقاطعت الأبعاد في
اللانهاية
متلاحقة...
أيُستعاد الظلّ
من مزولة قديمة
و تُستَلَب الرمال من ساعةٍ
هي لها سارِقة؟!
لألتقيه مرّة أخرى:
فتىً نسيه النعاس
على ضفّة نهر قديم
يعرفه و لا يعرفه..
أو صبيّة نسيت نفسها
لدى صخرة من تعب
تغنّي لرمال البحر
و سفينة شاهقة
تسأل زرقة اللازورد
عن درع ذهبيّة
غارقة
عن خاتم عليه اقتتل الفاتحون
و أضاعوه
تحت رمال الصحراء الأزليّة..
"ما أعظم أعمال
الآلهة"!
أية قيمة للبشر و الأشياء
في زمن البترول
و التلوّث
و قذائف الفولاذ و الذرّة و
العنقود
و الاراضي الغارقة؟
و السادة المتخمون و صبرا
و أرض كنعان
و الجنوب
و ملايين البشر الموسومين
بعلامات فارقة؟
ما من حلم
ما من حلم يا مهما تكونوا
ينتهي كالبداية..
No comments:
Post a Comment